الأربعاء، يناير 20، 2010

انا شهيدة النقاب للحظة واحدة


خرجت من منزلي كعادتي وسرت بجانب الرصيف فوجدت رجل يجلس على الرصيف ويبدو عليه علامات التشرد وجدت امامه زجاجة مياه غازية محطمة لجزأين وهو يحدق فيهما ورأيت الصليب واضح على ظهر يديه فرفع راسه نحوي واصبح يحدق في أنا وقتها تلوت الشهادتين وبعدما اجتزته كنت اتوقع ان تستقر احدى حطام الزجاجة في ظهري ولبرهة تخيلت ما ستكتبه عني الصحف والمجلات عن شهيدة النقاب


وجمعيات حقوق الانسان والصحف والمجلات والتحقيقات التي ستنهال عني وعن اسرتي


ولكن ايضا تخيلت من انه قد يتحول لحادث عابر انتقامي بسبب ما حدث في مطرانية نجع حمادي وليس له اي أهمية وتخيلت ايضا اتهام البعض للنقاب بان النقاب هو سبب الحادث فقد يكون نقابي اثار حفيظته ولو اني لم اكن ارتديه لما حدث ما حدث فلوموها (أقصد أنا) ولوموا نقابها ولا تلوموا القاتل لذلك فمنع ارتدائه هو الحل الامثل لمثل هذه الحوادث


وتخيلت ان الحادث سيُرد الى ذلك المختل عقليا الذي لا يعرف ما يفعل


وتخيلت مشهد القس والشيخ يتعانقان تعبيرا عن سلامة الوضع بين المسلمين والاقباط


وتخيلت وتخيلت وتخيلت


ولكن ما أعلمه من واقع من ان أطفالي وأسرتي هم من سيدفعون الثمن وسيصبحوا يتامى وستتذكروهم لبعض الوقت في اطار الحادث ولن يلتفت لهم اخد بعد ذلك و يتهوا في وسط الحياة مثلهم مثل محمد اصغر ناجي من عبارة السلام


مثلهم مثل صغير مروة شهيدة الحجاب

وأتذكر صداقتنا القوية بعادل جرجس صديق زوجي منذ اكثر من عشرين عاما


واتذكر أستاذ ايليا والذي يطلب مشورتنا في معاملاته المادية ومشروعاته التجارية دوما وكلمته الشهيرة لي عارف ((انك ما بتكدبيش خالص))


واتذكرمدى تقبله ومزاحه مع صغيري يوسف ابني حينما احضر المصحف له وقال سمع لي ياعمو سورة البقرة فابتسم وقال انا مش حافظها يا ابني


ولما اقول له صلي على النبي يقول الف صلاة


واتذكر ماجدة جارتي القبطية حينما شاهدت صغيري يوسف وقبلته وقالت بسم الله الرحمن الرحيم


واتذكر ان زوجي ولد وتربى في حي شبرا وتزوجت انا فيه وكل جيراني تقريبا من الاقباط وعلاقتنا من احسن ما يكون بفضل الله على مر 9سنوات وانا بينهم احاول الحفاظ معهم على حقهم كجيران كما اوصانا رسولنا الكريم وللحق علاقتهم بي فوق الممتازة ولكن تُرى هل ستظل هكذا حتى بعد الحادث الاخير؟؟؟!!!!


أتمنى

وأتذكر مشاهد الشباب والشابات وهما متجمهيرين امام الكاتدرائية والكنائس المليء بها شوارع شبرا وهم يسيرون ببطء امام سيارتنا لعرقلة سيرنا ويحاولوا اقحامنا في مشاجرة معهم ((بيجروا شكلنا يعني ))

وكانهم بنار فرن بث الحقد في قلوبهم من جهتنا كمسلمين

ومرت البرهة لاستيقظ على الواقع


واصل الى مقصدي وارجع لأولادي بحمد الله واقبلهم واحكي لزوجي المشهد واحكيه لكم


يارب أحفظ بلادنا من الفتن وكن لنا لا علينا يارب


اللهم اكتب لنا الشهادة في سبيلك يارب