الأحد، أغسطس 24، 2008

نور




السلام عليكم ورحمة الله


كالنورتخطف القلوب محبوبة من الجميع؛ هي نور هذا اسمها

مع مثيلاتها في الفصل هي الاذكى حتى ان معلمة فصلها تأخذها لفصل سنة سادسة لتقرأ لهم من كتبهم (بتغيظهم بيها -اصغر منكم واشطر)

كانت في الصف الاول الابتدائي وقتها ؛ لا يتجاوز عمرها الست سنوات بالتمام .

يحدث بين الاطفال الكثير؛ يغضبون ويتشاجرون وسريعا يعودون الى بعضهم البعض وكأن شيئا لم يكن؛اطفال.

يحدث بين نور وصديقتها فدوة شجار عادي وكانت فيه المجني عليها ؛وان كان فالامر يعالج وبسهولة هم اطفال صغار؛

بالرغم من ان نوروفدوة أخبرتا مدرستيهما وانتهى الموضوع ب (أنتي غلطانة يا فدوة اعتذري لنور) وانتهى الا ان فدوة قصت على والديها واحضرت فدوة ابيها المحامي المرموق لتشكو نور مرة اخرى لناظرة المدرسة والتي أوكلت الموضوع مرة اخرى لمدرسة الفصل فهي تعلم بما حدث اكثرمع مزيد من الترحيب والوعد باتخاذ اللازم امام عينيه

ويصعد المحامي الكبير الى الفصل وتجري عليه ابنته وتقف نور واثقة في نفسها تماما فهي لم تفعل شيء وتقص فدوة الحكاية وتقاطعها نور كثيرا لانها تكذب في روايتها وتنهر المعلمة نور لتتوقف عن الكلام فتبادرها الصغيرة (يا ابلة انا مش قلت لحضرتك والعيال شهدوا عليها امبارح ) فتنظر لها المعلمة مشيرة لها بالسكوت !!!فتصمت ؛

الى ان انتهت فدوة من قصتها المزيفة ليبدأ المحامي الكبير بوصلة عن التربية ودور المدرسة والمعلمة المقصرة والتي تركت كل هذا يحدث ولم تتدخل لتوقف هذه المهزلة في الوقت المناسب وقبل ان تتصاعد هكذا وتأتيه صغيرته تبكي(مصيبة بنت الباشا بتعيط)

الا ان وفي خضم هذا كله تفاجأ نور بصفعة على وجها الضئيل من المعلمة استقرت في وجدانها وقلبها الى اليوم وهي الان امرأة في بدايات العقد الرابع قبل أن تستقر على وجهها الضعيف وتنهار الصغيرة في البكاء؛وتنظر الى معلمتها قائلة (ما عملتش حاجة ما عملتش حاجة والله والله)فتصرخ فيها المعلمة أخرسي

ويرحل المحامي الاب عن المدرسة لكن لم يبارح ذاكرة نور ؛وتجلس فدوة في مقعدها بجانب نور معلنة عن انتصارها(بتطلع لسانها لها)فتتحسر الصغيرة وتنسكب دموعها .

وتنتهي الحصة وتخرج المعلمة وترسل من ينادي في طلب نور

وتأتي الصغيرة للمعلمة وعينيها الصغيرة تسألها (عملتي كدة ليه) فتبادرمعلمتها قائلة (انا ما عملتش حاجة والله)

فترد معلمتها ((عارفة)) فتتوقف الصغيرة عن البكاء منتبهة وتتسائل(امال ضربتيني ليه)

فتضمها المعلمة وتربت على كتفيها قائلة(( معلش معلش انا عارفة انك مظلومة وان فدوة هي اللي ضربتك على الحقنة مش انتي اللي ضربتيها

بس لو طلعتها غلطانة ابوها هيودينا في داهية دة محامي واحنا مش أده خلاص ما تزعليش يلا اغسلي وشك امووووووا)))

وبالرغم من صغر سن الصغيرة وقتها الا انها ادركت انها ابنة عامل البوفيه البسيط الفقير الضعيف والذي يمكن للمحامي الكبير انه ((يوديه في داهية بس ما عملش حاجة والله)) واصبح شعارها لما أكبر هتزوج محامي كبير

وانقطعت فجأة فدوة عن المدرسة وعلمت انها توفت أثر مرض خطير

وقتها ترى هل حزنت عليها نور

تمت

القصة من الواقع مع تصريف يسير


تحياتي

اللهم بلغنا رمضان