الخميس، أبريل 30، 2009

نعمة أم ألم ؟؟؟؟


السلام عليكم ورحمة الله

تُرى هل هي نعمة أم ألم ؟؟؟؟؟

منذ أن وهبني الله اياها وأنا أسأل نفسي أوقات كثيرة هذا السؤال

أعترف أنني أعيش الأن اجمل لحظاتها واسعد كثير بما وفرته لي من هدفٍ سامي يضع الجنة تحت قدمي

في دنياي وآخرتي

لكن كذلك هي تُؤلمني بل وتجعلني أشعر بالخوف وربما كثيرا اشعر بأني اقتربت للجنون

هل عرفتم ما هي؟؟

انها الأمومة!!!!!

أذكر أيام علمي بقدوم طفلي وايام الحمل والوضع وبسمته الاولى واول نبرة صوت واول سِنة وأول حرف وأول كلمة وأول خطوة لكل طفل من أطفالي وفرحتي بها مع أول طفل تضاهي أطفالي ألآخرين

لكن أذكر ايضا أنفطار قلبي على مرض طفل منهم وهلعي عندما حدث اختناق لابنتي اسراء بل وأسلمت عينيها لله تعالى وجن جنوني وانا امسك بقدميها وكاني اريد ان أجعلها تستمر هنا واتذكر ايضا يوم 21ابريل الماضي هل تذكرون؟؟؟

كان يوم ميلادها الثاني ومع الأسف لم استطع الاحتفال به فقد فآجئتني تلك الشقية بالصعود خلسة لاقصى المكتب في جزء من لحظة تغيبتها لتسكب فنجان شاي مغلي على صدرها وحالتي النفسية كانت سيئة للغاية وكلما غيرت لها على جرحها أوجعتني وكأن السكين يذبحني ببطء وأظل ادعو وابتهل أن يشفيها الله ولا يترك الجرح أثر

فحمداً لله تتماثل للشفاء فلاتنسوها من دعائكم

وارى نفسي في حالة من الرعب حينما يطلب مني ابني أن يذهب لرحلة مدرسية مع أصدقائه لأني ببساطة سارفض لست أقوى على اعطاء الأمان لاي شخص ولا أجد من المبررات ما يقنع صغيري بعدم الذهاب

أليس خوفي عليه يكفي ؟؟؟لكن يرد الصغير (( ما تخافيش يا ماما)))

لكن ماما لابد وأن تخاف ألا يوجد ما يجعلني أرتعب

وآراني كثيراً أُحدث نفسي ماذا اذا جاءنا من يحاربنا ودق على الباب وتراني يذهب عقلي ويخطط في الأماكن التي سأُخبىء فيها أولادي وتراني اقول يارب يا من وهبتني اياهم اكرمني فيهم ولا تروعني بهم يارب

عندما أبوح لأحد بذلك وأعلم أنكم بالتأكيد فكرتم في ذلك الآن وتصفوني(( بأني مزوداها شويتين او مكبرة الموضوع))

لا اشبه نفسي بهن فمن أنا منهن وانما هؤلاء أمهات عايشن الأمومة وقسوة ألمها في ابهى صورها ولنا فيهن أُسوة حسنة

السيدة هاجر عليها السلام اَتفكر في شعورها ومدى خوفها بل أنها هلعت وجُن جنونها وراحت تجري هنا وهناك سبع أشواط بين الصفا والمروى والمسافة بينهما لمن ذهب للحج والعمرة فهو يعرف كم هي شاقة وبعيدة وهو يسعى بينهما الآن في التجهيزات المُعدة لذلك فما بالنا في الصحراء وحرارتها وقحطهاوحينما اشتد على ولدها العطش وراح يبكي ويصرخ من الجوع والعطش فها هو كان يدنو من الموت جوعاً وعطشاً اتصورها كم هي معاناة فليس هناك ما يتخيله عقل عن شعورها بانها تفقد ولدها الرضيع ولا تقوى على فعل شيء وتذهب هنا وهناك وهي تعلم انه لا شيء ولكنه الأمل

وكانت مكافأة رب العالمين لها بأن نفعل ما قامت به الى أن تقوم الساعة واستجاب الله لدعوة سيدنا ابراهيم وجعلنا جميعا نحن المسلمون قلوبنا تهوى الى هذا المكان

قال تعالى(ربنا إنى أسكنت من ذريتى بوادٍغير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شيء فى الأرض ولا فى السماء)ا
[إبراهيم 37-38]

وأم موسى ما بالها حينما ارضعته وضمته الى صدرها ثم وضعته في الصندوق والقته بأوامر ربانية في البحر قال تعالى( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص

هل ترون الترتيب الرباني في الآية الكريمة قال ولا تخافي اولا وقبل لا تحزني


يا ااااااااااااالله

لا تتخيلوا كم هذا شديد واتفكر فيما أحسوه اجده بحقٍ عظيم؛ عندما تصبحين أماً باذن الله ستُقدرين، واذا كان لديكم أم فلا تبخل عليها بتقبيل يديها وجبينها وتُشعرها بأنها ربت وتعبت

واذا كانت عند ربنا فلا تبخل عليها بالدعاء لها وتكون لها الولد الصالح

والحمد لله تعالى على النعمة

===========================================

جزاكم الله خيرا على زيارتكم وتعليقاتكم في تدوينتي السابقة ومشاركتي خوفي واظن هذه التدوينة امتداد لها واعذروني لانشغالي الشديد

اسألكم الدعاء